سواك رمضان» يقلب المعادلة.. ارتفاع السعر يقابله ازدياد الطلب السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
وبعد
...........................................
قلبت عادة إقبال السعوديين على شراء السواك خلال شهر رمضان المبارك، إحدى
أهم المعادلات الاقتصادية، حيث قوبلت الارتفاعات التي سجلتها أسعار السواك،
بطلب متزايد عليه، مما ينعكس على غيره من السلع.
ومع ارتفاع أصوات الأذان مع كل صلاة، تجد باعة «السواك» ينتشرون في أنحاء
المساجد لجذب المصلين، وإلى جانب الدوائر الحكومية التي تصاحبها حركة نشطة.
وقدر عاملون في مجال بيع السواك أن نسبة الإقبال على السواك في رمضان تصل
إلى 80 في المائة من الناس، معتبرين أن نسبة الإقبال هذه طبيعية بين صائمي
الشهر الفضيل.
وخلال الجولة التي قامت بها «الشرق الأوسط» مع دخول شهر رمضان، لوحظ فارق
كبير في بيع المساويك؛ إذ إن المبيعات قبل رمضان بيوم تكون بالأسعار
المعقولة والمعتاد عليها حسب الأنواع، وهو ريال واحد لـ«السواك»، إلا أن
الأمر انقلب رأسا على عقب مع شروق شمس رمضان، وتحول إلى الضعف.. السبب، حسب
البائعين، أن الموزع رفع أسعار البيع بالجملة ليلة رمضان.
ويقول محمد نجيب من الجنسية البنغلادشية، أحد باعة المساويك الجائلين
لـ«الشرق الأوسط»، إن أسعار المساويك اختلفت عن ذي قبل؛ ففي شهر رمضان يكثر
الإقبال على «السواك» بنسبة 80 في المائة من السعوديين والمقيمين
الصائمين، فيكون الطلب عليها أكثر.
وأرجع الارتفاع إلى أنه ليس من الباعة؛ وإنما من الموزع، فإذا ازداد الطلب
على الموزع يضطر إلى رفع السعر كل عام أكثر من 50 في المائة، مبينا أنه في
رمضان الأسعار تزيد ومؤشر الطلب يرتفع.
وأفاد ناصر السعود، 40 عاما، أن من العادات القديمة في منطقة نجد، أن
الشيخ الطاعن في السن يمارس عادة «السواك»، حتى ولو لم تكن له أسنان على
الإطلاق، وذلك اتباعا للسنة النبوية المطهرة وتطييبا لرائحة الفم، كما أن
النساء يقمن بربط السواك في طرف غطاء الرأس (الشيلة)، أو رداء الصلاة، حتى
يتذكرن استخدامه وقت الصلاة، خاصة في شهر الصوم.
وأضاف السعود أن كثيرا من الأسر تعود أبناءها الذكور والإناث، على حد
سواء، على استخدامه منذ الصغر، مستغلين الرغبة الفطرية لدى الأطفال في
التقليد.
من جهته، أوضح أبو صالح، أحد باعة المساويك، أن الطلب على السواك في
الغالب يكون على النوع «الحار» الذي يعرف لدى الغالبية العامية بـ«أبو
حنش»، ويقل الطلب على المساويك الباردة لاعتقاد معظم الزبائن أن السواك
الحار أفضل للأسنان حيث يعمل على زيادة بياضها ويزيل رائحة الفم لاحتوائه
على مادة عطرية، رغم التوضيح المستمر للمشتري بتشابه النتائج والأنواع.
ويفضل المختصون الجذور الطرية المستقيمة، حيث تنظف بعد جمعها من التربة،
ثم تجفف وتحفظ في مكان بعيد عن الرطوبة، وتباع على شكل حزم في الأسواق وعند
أبواب المساجد بعد الصلوات. وقبل استعماله، يقطع رأس «السواك» بسكين حادة،
ثم يهرس بالأسنان حتى تظهر الألياف، وحينئذ يستعمل على هيئة فرشاة.
ويعد مصدر «السواك» شجرة الأراك التي تنمو في الأجواء الحارة والرطبة وتحديدا في المناطق الجنوبية من المملكة.
ويمتاز «السواك» بفرشاة طبيعية، زودت بأملاح معينة، تساعد على تنظيف
الأسنان، ومواد قابضة لمنع نزف اللثة، ومواد مطهرة لقتل الميكروبات
والجراثيم، كما زودت أيضا بمواد عطرية لإعطاء الفم الرائحة الطيبة. وأكدت
مجموعة من الأبحاث العلمية أن «السواك» يحتوي على نحو 19 مادة مفيدة، وأن
فاعليته تستمر لمدة من ست إلى ثماني ساعات من استعماله، بينما المعجون
العادي لا تستمر فاعليته سوى ساعتين فقط، ثم يبدأ ظهور البكتيريا مرة أخرى
في الفم.