عبدالحي جادو
عدد المساهمات : 1 تاريخ التسجيل : 10/08/2014
| موضوع: وقفة ... وتأمل الأحد أغسطس 10, 2014 10:14 pm | |
| الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد :
عند بوابة الطوارئ في إحدى المستشفيات توقفت أتأمل مايجري حولي .. من خلال حديثي مع موظف الاستقبال عرفت أن عدد المراجعين هذه الليلة قليل .. الهواء البارد يشعرني بقشعريرة .. أردت العودة إلى الداخل .. فاستوقفني ما رأيت..
رأيته جالسا على مقعد طويل قريب من الباب .... واضح في عينيه أثر البكاء .. حين أحس بي حول وجهه إلى الجهة الأخرى ..
واصلت المسير في طرقات المستشفى، متأملا الوجوه المختلفة، ، عيون حمراء .. محاولة عصبية لإظهار عدم الاهتمام من خلال العبث بالهاتف المحمول، لكنك لو نظرت إلى شفتيه لرأيت ارتعادهما ..
آخر يجول بعصبية أمام غرفة قياس الحرارة ..
ومن حولي تشاهد حقا مناظر لربما أفاضت العين دمعا من روعة التقارب العاطفي وقتها بين المريض ومرافقه ..
ترى أباً جالسا على ركبتيه يحتضن طفلته وهو يحاول أن يكفكف دمعاتها شارحا لها سر أهمية أخذ الممرضة لدرجة حرارتها ..
وترى أُماً صرخات طفلها خناجر حادة تقطع قلبها ..
ترى شاباً مع والده يجلس تحت قدميه ليعيد ربط حذائه له .
..
وشفاه كثيرة تهمس .. يارب
هنا تأملت أيها الإخوة، وبدأت أفكر:
كم من الأشخاص في حياتنا نحبهم، نشعر بعاطفة صادقة تجاههم، وبالرغم من ذلك فمشاعرنا حبيسة صدورنا، بل قد نفقدهم في لحظة من هذا اللحظات ولم نخبرهم بشعورنا نحوهم!
هل حاولنا يوما أن نبين لمن حولنا أننا نحبهم !!
وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه إنه يحبه).
هل فكرنا أن نقول لوالدينا .. إخواننا .. أقاربنا .. أصدقائنا .. ولكثيرين غيرهم ممن لهم فضل علينا: شكرًا من الأعماق!!
وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله).
هل فعلنا شيئا من ذلك؟ أم أننا ننتظر مثل هذه اللحظات لتطفو مشاعرنا .. وما إن تزول حتى نعيد ربط مرساة اللامبالاة فتغوص إلى الأسفل ..
إنها دعوة لنا جميعا أيها الإخوة، لنبدأ من اليوم .. لنقل شكرًا، جزاك الله عني خيرا، لأنك كنت جزءا في حياتي .. وساعدتني يوما ما
لنقل لمن نحبهم بكل صراحة وبلا خجل: إنا نحبكم في اللهافعل ذلك، وتأمل في النتائج
ستصبح مطبقا لهدي نبوي غائب...سيزيد رصيد علاقتك معهم .. يتضاعف رضاك عن نفسك..
وقبل أن أنهي كتابتي .. أقول: إني أحبكم في الله، و شكرًا لكل أولئك الذين تزيد سعادتي كل يوم لكونهم في حياتي، وجزاهم الله عني خيرا. | |
|