كيف يكون الإعجاز العلمي سبيلاً لدعوة الغرب؟

عدد المساهمات : 129 تاريخ التسجيل : 22/06/2011

ما من شك في ان اتقان فن الخطاب ومحاورة الآخر، مسؤولية وأمانة كبيرة في اعناق
العلماء والدعاة، فالأمة الاسلامية هي أمة الشهادة على الناس كما وصفها الحق تبارك
وتعالى {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم
شهيداً} (البقرة ـ 143)، لذا وجب عليها ان تؤدي رسالتها
في دعوة الغرب الى الاسلام بكل الطرق والوسائل المشروعة القديم منها والحديث.

ومن بين هذه الوسائل عرض آيات الله تعالى التي تبدو فيها الحقائق العلمية واضحة
جلية لا لبس فيها ولا غموض، وجعلها قبساً هادياً يكشف ببرهان علمي قدرة الله،
وحكمته في الخلق كما يدعو الى الايمان الراسخ بالوحي الالهي ينبوع الاسلام ومصدره،
يقول تبارك وتعالى {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}
(فصلت ـ 53)، ويقول أيضاً {أولم ينظروا في ملكوت السموات
والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون}
(الاعراف ـ 185).
ومع اننا نحمد طريقة الدعوة الى الله عز وجل بالتفسير العلمي لكتابه الكريم، فإن
ذلك لا يعني احداث مدرسة جديدة في تفسير القرآن الكريم، بل لابد من ضوابط لهذا
التفسير يضعها المفسرون والدعاة نصب اعينهم، ويمكن أن يكون منها مايلي:

1 ـ عدم فهم القرآن على انه كتاب علمي بحت،
يشرح ظواهر علمية ويكشف عن نظريات حديثة.
2 ـ عدم التكلف في اخضاع النصوص القرآنية للبحث والتنقيب
في دلالة ألفاظ اللغة العربية بما يوافق النظريات العلمية الحديثة.
3ـ الا يكون التفسير الا بالمتفق عليه من الحقائق
العلمية، والتي صارت اليوم من المسلمات.
4ـ الحذر من الحماسة والانبهار الزائدين باكتشافات
العلوم المادية في الغرب، «واعتقاد ان علاقة الاسباب بمسبباتها ليست أكثر من رابطة
اقتران مجردة، وما العلم في احكامه وقوانينه الا جدار ينهض فوق اساس هذا الاقتران
وحده، اما سر هذا الكون فهو عند ذلك الاله العظيم الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى»
«1»..
والحقيقة اننا اذا عملنا بهذه الضوابط، نكون قد تجنبنا المحاذير التي طالما رددها
الكثير من العلماء والمفكرين المسلمين في عصرنا الحالي، الذين يرفضون التفسير
العلمي للقرآن الكريم، مخافة تغير مدارك العلم الحديث واكتشافاته.
وعليه فلا ينبغي ان نقف حائرين بين دعاة التفسير العلمي ومانعيه، فالمسلم الحق قد
تعلم من كتاب الله ومن سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ان الحق يلتمس في آفاق
الكون وفي اغوار النفس كما قال تعالى { وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا
تبصرون} (الذاريات :20ـ 21).

ولما كانت قاعدة «ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب» من قواعد الشرع المقررة، كان
على الدعاة المسلمين في بلاد الغرب، ان يخاطبوا العقل الغربي على مستوى ادراكه
وبلسانه، والاعجاز العلمي للقرآن الكريم باب واسع يدخل منه الكثيرون من اهل الغرب
ومفكريه الى حظيرة الاسلام اذا ما احسن توظيفه.
ولطالما بعثت آيات الرحمن المعجزة، الحياة في قلوب الكثيرين في بلاد الغرب ممن
يعتدون بسلطان العقل ويشككون في كل غيب لا يسانده العلم والدليل، فكان الاعجاز
العلمي خيطاً من خيوط الحقيقة التي يكتمل نسيجها عندهم بعد قراءة القرآن الكريم
والسيرة النبوية، لتعلن ولادة جديدة لقلب حي نابض بشهادة ان لا اله الا الله.

كيف يكون الإعجاز العلمي سبيلاً لدعوة الغرب؟ Menu_top2

</td></tr>

<tr>

<td align="center" background="http://alwaei.com/menu_b.gif" height="4" valign="top" width="191">

</td></tr><tr>
<td background="http://alwaei.com/menu_f.gif" height="24" valign="center" width="191">

الصفحة الرئيسية

</td></tr>
<tr>
<td background="http://alwaei.com/menu_f.gif" height="24" valign="middle" width="191">

الافتتاحية