أما آن لعباس و حركة الفتح الإعتذار؟
م. بدر الدين حمدي مدوخ*
14/06/2011
محمود عباس و بصفته رئيساً لحركة فتح وقّع على قرار اللجنة المركزية الصادر بتاريخ 11/06/2011 و القاضي بفصل محمد شاكر دحلان من حركة فتح و قطع أي علاقة رسمية له بالحركة ، كما تضمن القرار ملاحقته قضائيا فيما يخص القضايا الجنائية والمالية واية قضايا اخرى حسب ماورد في تقرير لجنة التحقيق. وتضمنت القرارات ايضا، الاستمرار في التحقيق مع الاشخاص الاخرين الذين رأت لجنة التحقيق ضرورة استمرار التحقيق معهم بموجب قرار يصدر لاحقا لتحديد القضايا التي يجب متابعتها.
إذاً حركة فتح ممثلة بأعلى مجلس قيادي فيها يقر بأن محمد شاكر دحلان عليه قضايا جنائية و مالية ، لدرجة أن بعض وسائل الإعلام –كجريدة القدس المقدسية – كتبت أنه متهم بقضايا قتل أيضاً و ذلك عبر صفحتها الإلكترونية في 12/06/2011.
و يبدوا أننا أمام سيناريوهين : الأل يقول بصدق ما توصلت إليه لجنة التحقيق التي تم تشكيلها ، وأن الإدانة صحيحة و غير شخصية. و الثاني يقول عكس ذلك ، وأن هذا تلفيق أن يدخل ضمن صراع النفوذ داخل حركة فتح!
الذي يرى أن السيناريو الأول هو الأصح ، فإنه يثبت ما أكدته حركة حماس و العديد من القوى الفلسطينية الحية و المقاومة منذ زمن طويل حيث طالبت بالتحقيق مع محمد شاكر دحلان. كل أبناء فلسطين و خصوصاً أبناء قطاع غزة يعلمون أن دحلان و زبانيته هم من أوصلوا الوضع الفلسطيني الداخلي إلى ما هو عليه الآن.
و عليه فتكون إدانة حركة فتح لمحمد شاكر دحلان و طرده من الحركة لهو برهان على ما حذرت منه حماس من قبل و هو إدانة ذاتية لحركة فتح بأنها كانت وراء القتل و الفساد الممنهجين الذين استشريا في السلطة وأدى إلى سفك الدماء البريئة و المناضلة بأيدي مأجورين يخدمون أجندة ما. محمود عباس كان يعلم من زمن بمخططات محمد شاكر دحلان ، حيث أخبرني أحد الفتحاويين أن محمود عباس قد اكتشف في بداية تسلمه لرئاسة السلطة أن دحلان قد زرع له في مكتبه الرئاسي بغزه أجهزة تصنت ، وهو ما وتّر العلاقة بين الرجلين لفترة ، لكن المصالح المشتركة بين الرجلين أخرت التصادم بعض الوقت.
محمد شاكر دحلان بدوره طرح أسئلة ، مطلوب من فتح وقائدها محمود عباس الإجابة عليها: مثل مصير أموال منظمة التحرير ، وأين هي ، و التي تقدر بخمسة مليارات دولار كما تقول بعض التقارير. كذلك أين هي أموال الصندوق القومي الفلسطيني؟ و غيرها من الأسئلة المتعلقة بسياسة التفاوض الذي تنتهجه السلطة و حركة فتح.
و المعتقد لهذا السيناريو عليه أن يدرك أن قرار طرد محمد شاكر دحلان من حركة فتح ، يدين حركة فتح من جوانب أخرى ، حيث كيف يتم إحالة نائب من التشريعي للقضاء قبل رفع الحصانة البرلمانية عنه؟
ثم من يحكم! ، حركة فتح أم السلطة؟ فكيف لحركة فتح إحالة رجل للقضاء و التحقيق ، مع أن ذلك من اختصاص النائب العام للسلطة؟
ثم ماذا عن باقي رموز الفساد الذين ما زالوا يتصدرون العمل في أجهزة السلطة و في حركة فتح؟ و لماذا هذا التأخر عن محاكمة هذا الرجل ، مع أن التحقيق معه كان يجب أن يبدأ منذ أن وطأت أقدامه تونس حيث كان لأهله بيتاً من أسبست في مخيم خانيونس آنذاك؟
حركة فتح ممثلة برئيسها محمود عباس مطالبة بتقديم اعتذار رسمي للشعب الفلسطيني عامة و لحركات المقاومة خاصة لما ارتكبته من فساد و ملاحقة بحق أبنائها ، وخصوصاً أن ما تقوم به أجهزة فتح و السلطة في الضفة الآن من ملاحقة المقاومين هو ما زرعته الثقافة الدحلانية و الرجوبية ضد كل ما هو مقاوم و شريف.
و إذا كان السيناريو الثاني هو الصواب فالأمر أدهى و أمر ، حيث كيف يمكن أن تُستأمن حركة على قضية فلسطين و هي تتهم أبناءها زوراً و بهتانا؟
المواطن العادي الصادق ما زال يتساءل: أما آن لحركة فتح أن تتشبه بالرجال الذين يعتذرون إذا أساءوا لغيرهم ، فتقدم أعتذاراً واضحاً عما أفسده العديد من قادتها ، علّ الشعب يجد مبرراً للمسامحة و المصالحة.
* المشرف العام لموقع :www.albadronline.com
حكومة كفاءات وطنية أم مستقلين وتقنقراط
م. بدر الدين حمدي مدوخ
المشرف العام – مجلة البدر الدعوية الشاملة 31/05/2011
حركتا فتح و حماس وقعتا في السابع و الشرين من إبريل هذا العام على ورقة تفاهمات تضاف للورقة المصرية للمصالحة ، وكان أحد بنود ورقة التفاهمات متعلق بالحكومة المراد تشكيلها لمرحلة العام ، و نص الإتفاق على ))تشكيل حكومة من كفاءات وطنية يتم التوافق عليها، وتعيين رئيس الوزراء والوزراء بالتوافق)).
المعلومات تفيد أن حركة فتح و المستقلين كانوا يريدون أن تكون حكومة تقنقراط ، لكن حركة حماس طلبت أن تكون حكومة كفاءات وطنية ، وفي السياسة الفرق شاسع بين المصطلحين.
ففقهاء السياسة يعرفون التقنقراط على أنهم النخب المثقفة الأكثر علما وتخصصا في مجال المهام المنوطه بهم، وهم غالباً غير منتمين للأحزاب. وإذا ما ربطنا التقنقراط بأمور الحكم ، فالمعنى يصبح دالاً على حكم الطبقة العلمية الفنية المتخصصة المثقفة. ، وعليه فإن مصطلح الحكومة التقنقراطية يُقصد به الحكومة المتخصصة غير الحزبية التي تتجنب الانحياز لموقف أي حزب كان ، ويميل السياسيون لتشكيل مثل هذه الحكومات في حالة الخلافات السياسية.
أما حكومة الكفاءات الوطنية فيه الحومة التي تشكل من كفاءات تقدر على إدارة شئون البلد بشكل مهني ، لكن لا يشترط أن لا يكون أعضاؤها من الأحزاب السياسية الموجودة.
فهل المرحلة القادمة في مناطق السلطة الفلسطينية بحاجة لحكومة تقنقراط أم لحكومة كفاءات وطنية؟
هنا لا بد من التذكير بأمور هامة ، منها : أننا ما زلنا في مرحلة تحرر ، وأننا نُحارَب من جميع القوى في العالم من أجل التنازل عن حقوقنا ، وأننا لا نملك اقتصاداً وطنياً حراً و لا نملك قراراً سيادياً حراً ، و أننا لا نملك أحزاباً بالمعنى السياسي لهذا المصطلح ، بل القوى الموجودة و الفاعلة هي حركات تحرر و حركات مقاومة ، و عليه فإن مقارنة الوضع الفلسطيني بغيره يعتبر أمراً مرفوضاً واقعياً و سياسياً ، ثم ما الهدف من تشكيل مثل هكذا حكومة؟ وهل باستطاعة حكومة من المستقلين أو النخب إدارة الوضع الداخلي بنجاح خلال عام ؟ و السؤال المهم هل يوجد مستقلون بالفعل في الساحة الفلسطينية؟
بعد نجاح حركة حماس في انتخابات يناير 2006 ، بدأ البعض يروج لأزمة قادمة قبل ما تقوم ، وكانوا يروجون كذلك بأن الخلاص حكومة تقنقراط لإرضاء العالم و الحفاظ على السلطة الفلسطينية ، وكان ياسر عبدربو و من معه يتزعمون ذلك الترويج .
وهنا لا بد إلى الإشارة أني أرى أن التمسك بالقانون هو الأفضل ، بمعنى أن تشكل الأغلبية النيابية الحكومة ، و إلا فإن هذا يعني أن أي حركة أو قائمة أو حزب لا يستطيع الحصول على الأغلبية في المستقبل ، يستطيع افتعال المشاكل لإجبار الفائز لإشراكه في الحكم أو إفقاده له عن طريق ما يعرف بجكومة تقنقراط أو مستقلين أو كفاءات ، وهذا ما يفتح الباب لأعداء القضية للتدخل في شئوننا ، فنتجه لإرضاء الخارج على حساب الداخل ، وفي هذا انحدار استراتيجي في المسيرة السياسية و القانونية و الإدارية للقضية الفلسطينية وهو ما ينعكس سلبا |